مكالمة هاتفية في منتصف الليل......

اشتقتً لك حبيبي ..
و .أ.ن.ا.أ.ي.ض.ا...
أأنتَ نائم ..؟؟
لا...ل.ك.ن.النو.م.نا.ئم.ف.ي.ي.يا..
و كم .ال.سا.عة..؟
لا يهمك..اشتقت إليك ..
و أنا .كذ.لك ..
أليس لك غير هذا ..؟؟
و ماذا تريدينني أن أقول ..؟
قل شيئا..أي شيء ..
أريد أن أنام ..
تنام و أنا أحترق شوقا ..؟؟
لمْ أكن أدري لما عرفتك أنني يجب أن أبقى صاح طول العمر ..
يا طويل اللسان..قد أخطئوا يوم الختان ..
آآآآآآآآآآآه .. من غبائي ..
كان من المفروض أن أهديكِ..وردة..أو برعما..أو حشيشة ..
بدل أحمد مطر...
ها قد صنعتُ عميلا لأبوك..و أقول دائما لماذا وافق بكل بساطة..و بدون شروط ..
ألأنه يعرف أنكِ جيش يُطوّقني فيرتاح من همي ..
أتريدني أن أغضب ..؟؟؟؟
لا ..إلا هذا..
أستحمل كل شيء..غضب بلدي..وطني..أمتي..العالم ..
أبوك و كلابه..و كلاب كلابه ..
لكن أنتِ لا..يا حبيبتي ..
ماذا قلت ..؟؟
عن أبوك..أو عن بلدي ..؟؟
سأقتلك..سأقتلك..
لا تغضبي حبيبتي..
أتعرفين أن الكثير قد ماتو بداء السكري..
يا ويلتي من هذا الرجل..أتريد أن تجننني..؟؟
و من تكون التي أحبت مجنون..؟؟
أنا قادمة..
لا ..أرجوك..ابقي في مكانك.. أنا ضععععيييف....
أحبك..أحبك..
ماذا قلت..؟؟
أحبك..يا مجنونة..أحبك..
و كم تحبني ..؟؟
الكثير..
الكثير ..كم ..؟؟
أممكن تنتظري للصباح..
لأستلف الميزان من بائع الخظر..؟
أعرف أني يا إما سأقتلك..أو سأنتحر..
انتحري بين أحضاني..على الأقل تموتي شهيدة الحب..
ها قد بدأتَ تتحضر يا متخلف ..
و نعم الحضارة ..
أنا جادة..إشتقت إليكَ..
و كم ..؟؟
بالمتر..أو الكيلوغرام..؟؟
يا إلهي .. سأنتحر..
في أحضاني..و إلا لوحدك..؟؟
أوى تضنين أني غبي أموتُ في وحدة و أترك الحضارة..
دفئ الحضارة..يا حضارتي المزدهرة..
طبعا بين ذراعيك..و أدغدغك بأصابعي..
أحبك يا مجنون أحبببك...
ماذا ..لم أسمع..؟؟
أحببببببببببببببببك..
هذا هو عذابي..و حرقتي..أني أعرف حبك..
كم تمنيتُ أن أفتح قلبي و أضعك بداخله ..
كم تمنيت أن تكوني مكان رئتاي ..و أتنفس بك هواء سعادتي..و عطر جنونك..يا مجنونة...
ألا تتركيني أنام..؟؟
ألا تعرف غير النوم..و تتركني هكذا كالحوتة المشوية..أتقلب في الفراش..؟؟
نصف ساعة و أكون عندك..
لا..ابقى مكانك..و إلا..
ماذا..؟
سأقول لأبي أنك تزعجني ليلا..و تقول كلالالالالالام...
لن يفعل شيء..فهو يعرفني..
و يعرف أن له بنت بكرامة ألف امرأة..
أحبك ..أحبك..
كم..؟
بمقدار جنوني ..
تصبح على خير حبيبي ...
إشتقتُ إليك..
كم ..؟؟
بالمتر..أو.....؟؟
بالمشوي يا سمكتي..
سأقتلك...

...........................


متصفحي العزيز..

أبدًا لم يكن هذا الحوار إبداعا..فهو قصة لحظات مجنونة لمكالمة هاتفية في منتصف الليل..ذكرى جميلة كآلاف الذكريات التي عشتها بصدق،و التي أبت أن تحضن خواطري أو همسي أو.......إلا لتكون بهذا الشكل البسيط، لحملها معان عميقة للحب و الشوق و أشياء يعجز القلم عن ذكرها....
قد تكون هذه لحظات أي إنسان ،رفع فيها البراءة عاليا فوق كل مبدأ من مبادئ الحب..لحظات لا يعرفها غيرك..تسكن صدرك..ذكرياتك..تبناها الليل و النجوم و السهول و الوديان و الزهور و كل زاوية من زوايا جسدك..و لا يظهر منك في أنظار الناس سوى شكلا جميلا ..أنيقا..صادقا ..ذو كبرياء..غنيا كنتَ او فقير..و الكل يتنفسك كالهواء..حتى الحيوان ....
و لا أحدا يدرك أنك جذعا أكلت أحشائه العثة..وأنك أصبحت بينهم كعود بلا أوتار..فارغا من حياة الطمع و المصالح و الأنانيية...
فمن عاش الحب الصادق البريء مرة ..قد قال كل كلمة جميلة من جوف أعماقه بكل أعماقها...
كانت كل حروفي .. كل المعاني لها ..هدية مني لها..فكيف أهدي لغيرها ما أهديتها يوما..؟؟
لم أشعر قي لحظة أن الجمال قد يكون لغيرها..حتى و أننا الآن غريبين .. فقد نفذ في أيامها..
وهذا ما لم تراه عيون الناس..أقرب الناس....و كل البشر..

أعذرني ..متصفحي الكريم لأني أطلتُ عليك...
يوما سأروي لك و لنفسي الحائرة ..التي لا زالت من سنين مندهشة..كيف في لحظة ينهار قصر الحب من السماء..ليصبح ركاما على الروح..بمكالمة هاتفية واحدة في منتصف النهار..