الجارودية .. خزينة حكايات وأسرار عمرها قرن ونصف من الزمان

الجارودية .. خزينة حكايات وأسرار عمرها قرن ونصف من الزمان





الطبعة والطاعون والحريقة أحداث لا تنسى
الجارودية .. خزينة حكايات وأسرار عمرها قرن ونصف من الزمان



تعد الجارودية إحدى قرى محافظة القطيف أشهر قرى المحافظة لتميزها بالبساتين والمنتجات الزراعية. و يقطنها حوالي 10 آلاف نسمة و تقع على بعد 5 كيلو مترات جنوب غرب مدينة القطيف ويحدها من الشمال قرية الخويلدية ومن الجنوب أم الحمام ومن الشرق قرية حلة محيش ومن الغرب منطقة صحراوية تسمى ( بر البدراني ) الذي يعد منطلق الحجاج في ذلك الوقت.
سور الصدين
ويقول إبراهيم آل سليمان: إن اسم الجارودية منسوب إلى الجارود العبدي أحد سادة بني عبد القيس الذين قطنوا المنطقة في ذاك الحين وكانت تسمى قبل ذلك «لملوم». وأضاف: إن البلدة كانت في السابق مسورة بسور يطلق عليه (الصدين) وله بوابتان الدروازة الشرقية والدروازة الغربية وللسور برج يقع على عين (الصدين) ويسمى باسمها وفي داخل السور مجموعة من (الفرجان) منها الجنوبي والشمالي والبراحة والقصر وغيرها من الإحياء وهناك مساكن أخرى كانت خارج «الديرة القديمة» التي اشتهرت بها القرية من بين المناطق التاريخية والأثرية.
بيوت طينية
وذكر جاسم محمد أن معظم بيوت القرية كانت مصنوعة من الطين والحجارة والأكواخ والى الشمال يقع جبل براق الشهير والذي يعتقد ارتباطه بتاريخ المنطقة وحضارتها وقد بقي إلى عهد قريب عام 1403هـ, مشيرا إلى أن الجهات المعنية قامت بهدمه وتحويله إلى منطقة سكنية وزعتها على المواطنين من أبناء الجارودية فازداد البناء وانتهت الخدمات حيث رصفت الشوارع وأوصلت الكهرباء والمجاري إلى هذه المنطقة الحديثة.
ويشير علي جعفر إلى بروز مجموعة من المناطق الحديثة أخيرا والتي شيدت على حساب الأراضي الزراعية ومنها فريق الخارية «خارية بن يوشع» و «خارية الشماسي» وكذا فريق دغيمي السنان , وامتد العمران ليطال المزارع المجاورة لجميع جهات الجارودية حتى لاصقت ودخلت بيوتها في بيوت حلة محيش من الشرق وتحدت الرمال فزحفت عليه من الغرب. ومن جانبه علي عبد الله يقول: كان الأهالي يعتمدون في معيشتهم على الزراعة التي كانت تروى بالعيون وأهم عيونها «عين الصدين» وهي العين الوحيدة في داخل البلد أما بقية العيون فكانت في الخارج مثل «الحصمية» و «أم أخيلة» و «أم عمار» و «الخصيفانية»
و«لقشورية» والتى كانت تروي مزارع الجارودية والتي تقع في البر غرب البلد بالقرب من البدراني والتي كان يزرع بها الأرز الهندي، واللوبياء ، والدقيق بالإضافة إلى الخضرة والفاكهة.
ألعاب شعبية
ولم يغفل إبراهيم خليل ما كان يمارسه أبناء البلدة من ألعاب في السابق حيث يقول بحديثه: كان أبناء الجارودية يمارسون ألعابهم في الفرقان التي كانت بداخل السور ومن الألعاب الشعبية شراع العود وخشيشو والصبة ، الطير وسباق الماء و المناطط، المخطة أو الشكة و الطنقور والهول وغير ذلك من الألعاب. ويؤكد منصور مهدي أن تاريخ القرية يرجع إلى بدايات العهد الإسلامي عندما وفد نفر من الصحابة إلى البحرين لجباية أموال الصدقة وذلك في السنة الرابعة للهجرة وكان على رأسهم الجارود بن النعمان الذي استقر في هذه المنطقة وسميت فيما بعد باسمه. ويقال إنها منسوبة إلى الجارود بن بشر بن عمرو العبدي أحد سادة بني عبد القيس الذين قطنوا المنطقة.
واحات قريبة
ويقول: مع مرور الزمن أخذت رمال بر البدراني القريبة منها تزحف عليها حتى أوشكت أن تندثر تحت الرمال فنزح أهلها عنها إلى واحات قريبة منها وهي الآن الموقع الحالي لا يزال في موقعها القديم بعض الآثار والأطلال , مشيرا إلى ما يسمى مركز الوالي وهو المكان الذي بناه العثمانيون أيام تواجدهم وكان موجودا إلى عهد قريب و حلت محله بعض المباني السكنية.
وتناول علوي آل سليمان بعض الأحداث التي مرت على الجارودية فقال: ان القرية شهدت فاجعة عام الطبعة 1332 هـ والتي طالت غالبية دول الخليج وهي من السنوات البارزة في تاريخ الجارودية حيث غرق أكثر من سبعين شخصا من أبناء القرية. وحادثة أخرى ينقلها آل سليمان وهي عام الطاعون 1055هـ حيث عم الطاعون أرجاء القرية فهلك كثير منهم وعام الحريقة وهي السنة التي شب فيها حريق كبير قبل حوالي 35 عاما أثناء إعداد ولائم أحد الأعراس ودمرت القرية حيث استمر حوالي 7 أيام. وتضم البلدة التي أخذت بالتطور والتوسع العمراني بلدية وناديا رياضيا باسم (المحيط) وجمعية خيرية ومركزا صحيا وعددا من المدارس الحكومية.

نشر بتاريخ 24-02-2008

اختي نور القلوب

ما شاء الله...
الله يعطيك العافيه
تحياتي:أحلى من القمر

أحلى من القمر كتب:

ما شاء الله...
الله يعطيك العافيه
تحياتي:أحلى من القمر