(القطيف - 15 أكتوبر 2008) ...يقود العديد من المثقفين والناشطين الشيعة في منطقة القطيف حملة شعبية لجمع تواقيع تطالب رجال الدين في المنطقة بالكشف عن مصير الأخماس والحقوق الشرعية التي يدفعها سكان المنطقة منذ عشرات السنين لوكلاء المراجع الدينية البالغ عددهم أكثر من 200 وكيل.
وأصدر المثقفون عريضة موجهة لطلبة العلوم الدينية ووكلاء المراجع الشيعة في منطقة القطيف، ونشرها موقع آفاق الشهير، اشتكوا فيها بأن أموال الخمس التي دفعها ملايين الشيعة في القطيف 'لا نجد لها أي اثر على الحراك الاقتصادي والاجتماعي في بلادنا رغم ضخامتها' وطالبوا بصرف الأخماس محليا فقط وعدم ارسالها للخارج لأنه 'ازدادت البطالة وانتشر الفقر في ربوع البلاد'، حسب العريضة.
وشددت العريضة في ندائها لرجال الدين الشيعة في القطيف على 'أن أموال الخمس ليست تحت يد أناس ليس بيننا وبينهم سوى الأمر الواقع الذي لا فرار منه، بل إنها تحت أيديكم وعلى مرمى أنظاركم، انتم من تتحكمون بها وتسيرونها في الفضاء الواسع أينما رغبتم وكيفما شئتم، يسلمكم أبناء شعبكم أموالهم وهم واثقين بكم'.
وطالبت العريضة ب 'إستثمار الأموال في مشاريع إنتاجية، ومحاربة العنوسة وقلة فرص الزواج لكلا الجنسين، ودعم العائلات المعوزة من خلال توظيف آبائها وأبنائها'.
أخماس مليونية ومصير مجهول
وتزيد قيمة الأخماس والحقوق الشرعية في منطقة التي تحصد من منطقة القطيف مايزيد على ال 100 مليون دولار سنويا تذهب غالبيتها الى الخارج بأيد رجال دين عراقيين وايرانيين عبر وكلاء محليين. ويحصد نصيب الأسد المرجع السيد علي السيستاني، والسيد علي الخامنئي، والسيد صادق الشيرازي، والسيد محمد حسين فضل الله، والسيد محمد تقي المدرسي.
وتشرف الجمعيات الخيرية في منطقة القطيف على مئات الأعمال الخيرية والتعليمية مثل رياض الأطفال وطفالة الأيتام والآرامل وادارة المستوصفات الخيرية وترميم المساجد، لكنها لاتنتفع بتاتا من موادر الأخماس والحقوق الشرعية المختلفة.
وطرحت العريضة بريدا اليكترونيا لمن يريد المساهمة في التوقيع
تم التحرير
الادارة
نص العريضة
بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخ الأفاضل
طلبة العلوم الدينية المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد
ليس هناك من شك في أن أموال الخمس المفروضة على جميع المكلفين من أبناء شعبنا وبقية شعوب ومجتمعات الطائفة الشيعية حول العالم ذات سيولة مالية عالية، أن هذه الأموال يمكن من خلالها التأسيس لاقتصاد اجتماعي واعد، إلا أننا وللأسف الشديد لا نجد لها أي اثر على الحراك الاقتصادي والاجتماعي في بلادنا رغم ضخامتها.
لقد ساهمت أموال بلادنا ومدخراتها المالية على مر عقود في دعم الحوزات العلمية في إيران والعراق وغيرها من بلدان العالم ،وكذلك في صمود حركات التحرر والنضال التي خرجت من بلادنا والبلدان المجاورة والتي أخذت على عاتقها المطالبة بحق أبناء الشيعة في حياة كريمة وعادلة، لم يكن مجتمعنا البسيط المتسامح يسأل وكلاء المرجعيات الدينية عن أوجه صرف هذه الأموال، أين تذهب؟ كيف تنفق؟ فقد كانت وما زالت الثقة العمياء سيدة الموقف في العلاقة بين عامة الناس وخاصتهم والعلماء الأفاضل، إلا أن أوضاع بلادنا تراجعت خلال العشرين عاما الماضية، لقد ازدادت البطالة وانتشر الفقر في ربوع البلاد، دمرت الزراعة التي كانت في يوم ما عنوان عز الخط ومصدر سرورها وفخر كبارها وصغارها، وصادر البرجوازيون الأنانيون مئات الدونمات من الأراضي البحرية والزراعية وحولوها إلى مخططات سكنية بيعت بأعلى الأثمان على الأقوياء والضعفاء من شعبنا.
ونظرا لجمود النظم واستبداد القيم الاجتماعية أصبح الزواج أمر صعبا ومتعسرا، وبلغت نسبة العنوسة مستويات قياسية، أما الشبان الذين لا يجدون نكاحا فأنهم كثيرون ومعاناتهم لا احد يهتم بها أو يفكر بعواقبها.
نظرنا نحن معاشر الشباب إلى ثروات بلادنا فوجدناها تائهة هناك وهنالك، لا يعرف القيمين عليها سوى الاستنزاف المريع دون التفكر في عواقب الأمور وحقوق الناس المغيبة، إلا أن أموال الخمس ليست تحت يد أناس ليس بيننا وبينهم سوى الأمر الواقع الذي لا فرار منه، بل إنها تحت أيديكم وعلى مرمى أنظاركم، انتم من تتحكمون بها وتسيرونها في الفضاء الواسع أينما رغبتم وكيفما شئتم، يسلمكم أبناء شعبكم أموالهم وهم واثقين بكم، مسلمين أمرها إليكم، دون أن يمنح احدهم نفسه حق سؤالكم أين ستذهب هذه الأموال وكيف ستنفق؟ آملين فيكم الخير ورجاحة العقل وسداد التأمل والنظر، إلا أننا لم نرى من هذه الأموال التي لا عد لها ولا حد سوى سراب نحسبه زلال فإذا هو بحساب العقل والمنطق ليس سوى وهم لا نهاية له، فأين هي أموال الخمس يا ترى؟ الم تخرج من هذا المجتمع؟ من خزائن وأرصدة هذا الشعب؟ فلماذا لا تنفق عليه إذن؟
لماذا لا يحق لنا سؤالكم عن أوجه صرفها ومسارات حركتها؟ يا ترى هل بنت منزلا آوى عائلة فقيرة؟ أم زوج اعزبا لا يجد من أمره مخرجا ؟ هل رمم بيتا لأسرة فقيرة كاد سقفها يسقط عليها فقرا وضعفا وهوانا؟ هل شيدت مصنعا؟ هل أحيت أرضا؟ هل علمت جاهلا ؟ هل ساهمت في تنمية المجتمع وحل قضاياه؟ هل وهل وهل؟ أسئلة كثيرة ولكن هل من مجيب؟ لا يحق لنا السؤال عن أموال البترول والثروات القومية الأخرى التي تعج بها بلادنا فلماذا وانتم نواب المراجع الكرام ورموز الحركة الدينية المعاصرة لا تسمحون العامة بسؤالكم عن مصير هذه الأموال، أو ليست قد خرجت من هذه البلاد؟ أو ليس أهلها أحق بها؟ أو ليس من حق الناس أن يسالون عن مصيرها وأين أنفقت وكيف وما هي دلائل ذلك ؟ يقول الحق سبحانه وتعالى ' وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين' الحشر 7 فهل كان فقراء ومعوزي وأبناء السبيل في خارج بلادنا أحق بهذه الأموال من فقرائنا؟ هل تساهمون في تعمير حوزة علمية هنا وهناك وبلادنا تعج بالشبان والشابات الذين لا يتمكنون لقلة ذات الحيلة من مواصلة دراستهم فيقعون في براثن الانحطاط الحضاري والتخلف الاجتماعي الذي يقتل طموحاتهم ويحطم آمالهم؟ هل تصرفون هذه الأموال على أبناء الشيعة في تلك البلاد القريبة أو البعيدة وشباننا وشاباتنا لا يجدون نكاحا يعفهم ويكفيهم شر الأمراض الفتاكة جنسيا وجسديا ونفسيا؟
الفساد ضارب في جهاز الخمس فالى متى؟
أن منظومة الخمس لم تنفرد بها الشيعة على كل حال، ففي معظم بلدان العالم تستقطع الدولة ضريبة متنوعة الأوجه من كل فرد أو منشاة لتنفق على الخدمات العامة من مدارس ومستشفيات وطرق وامن ومؤسسات خدمية، وتعلن الدولة انجازاتها على هذه الصعد من خلال الميزانية العمومية التي يقرها مجلس البرلمان المنتخب من قبل الشعب مباشرة، إلا أننا في بلادنا ليس لنا في أموال الخمس إلى ذلك من سبيل ففساد التصرف بأموال الخمس واسع النطاق وليس مقتصرا على الجانب المتعارف عليه وإنما يتعدى ذلك كل ما من شانه صرف هذه الأموال في غير خير وتدبير حسن.
إن الكثير من الأشخاص الذين يدورون في دائرة الوكلاء ويتصلوا بهم اتصالا مستمرا ومباشرا يتحدثون دائما عن الفساد العميق الجذور في صرف وإنفاق هذه الأموال، هذا والشعب ليس له من أمره شيئا، لا يسأل أو يتساءل، وكل ذلك لأنه وثق بكم ثقة ليس لها حدود،بناء على تعيين المرجعيات الدينية لكم في هذه المناصب المهمة، فكان منكم صاحب السيارة الفاخرة، ومنكم صاحب البيت الواسع الكبير ذو الطوابق المتعددة،ومنك من يقضي أيامه ولياليه في ذاك المنتجع وتلك البلاد الجميلة، ومنك من يتزوج بمثنى وأربع، ومنك ومنكم مما لا داعي لذكره، بينما تعاني طبقات وشرائح عديدة من شعبنا من ضعف المادة وقلة الحيلة وبؤس الحال وكثرة الهموم والأحزان وتكالب الزمان،والأموال الطائلة تذهب شمالا جنوبا، يمينا ويسارا، وليس لهم منها أي شي، عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال كنت عند أبي جعفر الثاني (ع )إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل وكان يتولى له الوقف بقم فقال يا سيدي اجعلني من عشرة آلاف في حل فاني أنفقتها فقال له أنت في حل فلما خرج صالح قال أبو جعفر
احدهم يثب على أموال حق آل محمد وأيتامهم ومساكينهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجي فيقول اجعلني في حل أرايته ظن إني أقول لا افعل والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا ' الكافي 1 548 ح27 وروي عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ' أصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار؟ قال: من أكل من مال اليتيم درهما ونحن اليتيم '
شيعة لبنان نموذجا
إن الشيعة اللبنانيين يتمتعون بقدر كبير جدا من الاستقلالية عن الدولة والزائر للمناطق الشيعية في لبنان يرى بأم عينيه أن للشيعة مشاريعهم الخدمية المستقلة عن السلطات وكيف أنها متفوقة على الخدمات الحكومية سواء في التعليم أو الصحة أو الضمان الاجتماعي، علاوة على المرافق الثقافية والاجتماعية والدينية والترفيهية، فهل كانوا سيتمكنون من انجاز ذلك والوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من استغلال الإمكانيات والترواث المحلية وأموالهم تخرج إلى غير رجعة لتنفق في ما لا يدركه احد؟
شعبنا أولى بحقوقه الشرعية
إننا نطالب علماء الدين الغيارى والمشايخ المحترمين وطلبة العلم المتنورين بان يتقوا الله في أموال الشعب، وان يحسنوا صرفها وإنفاقها على أبناء جلدتهم في المقام الأول والأخير وما فاض عن ذلك فلغيرهم من المعوزين في عالمنا الإسلامي المتراتمي الأطراف وفقا لدروب واضحة ومسالك بينة، ونطالب بما يلي :
- تشكيل لجنة شعبية مهمتها صرف أموال الخمس على شئون الشعب ومرافق المجتمع المختلفة منها على سبيل المثال:
- استثمار الأموال في مشاريع إنتاجية يستفيد منه المجتمع عبر توظيف أبناءه وتامين مرتبات مالية شهرية تكفيهم البطالة وأمراضها الفتاكة وتامين مستقبل مالي واجتماعي يتفق والمعايير السائدة.
- محاربة العنوسة وقلة فرص الزواج لكلا الجنسين من خلال تزويج المعوزين والدعوة المكثفة للحد من متطلبات تأسيس الوحدات الزوجية .دعم الطلبة والطالبات الذين يستحقون الدراسة في الجامعة
- دعم العائلات المعوزة من خلال توظيف آبائها وأبنائها من الجنسين في وظائف مناسبة، وحصر الأسر التي تستحق نفقات شهرية ومتابعتها باستمرار إلى أن تجد مصدر مالي يتفق ومؤهلاتها وظروف معيشتها وذلك من خلال الالتحاق بإحدى مشاريع اللجنة .
- دعم الطلبة والطالبات الذين يستحقون الدراسة في الجامعة وابتعاثهم على حساب اللجنة من خلال ضوابط وشروط موضوعية واضحة .
- علاج الحالات المرضية المستعصية على حساب اللجنة بناء على ضوابط وشروط تتجدد باستمرار.
- الاهتمام الشامل والمكثف بالأفراد والشرائح الاجتماعية الأكثر حرماننا ، من خلال توفير وظائف مناسبة لهم ليتمكنوا عبرها من اتباث وجودهم والمساهمة في التنمية بمختلف أبعادها كالفتيات العازيات أو الأتي تخرجن من الجامعة ولم يشغلن وظائف مناسبة لهن .
- إيجاد برامج لذوي الاحتياجات الخاصة تدعم البرامج الحكومية، من خلال إنشاء مراكز إنتاجية تستثمر طاقاتهم ومواهبهم.
- إنشاء مرافق للشبان والفتيات من خلالها يتم استغلال قدراتهم وإمكانياتهم في كل ما يعود بالخير والنماء على المجتمع كتشجيع الابتكارات والمخترعات وتبنيها من خلال تصنيعها وتسويقها، وطباعة المنتجات الأدبية والثقافية والفكرية.
- صرف رواتب لطلبة العلوم الدينية من خلال قواعد ومعايير جديدة تتفق والمصلحة العامة.
إننا ندرك تماما أن أموال الخمس إذا ما استغلت استغلالا ايجابيا سوف يعم خيرها أرجاء الوطن، وسوف يتقلص شبح الفقر وظلام العوز إلى حده الأدنى، كفانا بناء مساجد وحسينيات، فلنعمل من الآن من اجل أعمار بلادنا بأيدينا، بسواعدنا، أن سهم الإمام يجب أن يصرف فيما يرضي الإمام، وإننا لمتيقنين بان إنفاق سهمه على ما فيه خير البلاد والعباد به سرور صاحب العصر والزمان( عج)...
إننا نتوجه بقلوبنا، بأرواحنا، بعقولنا، لكل رجل دين مخلص شريف بان يستجيب لمطالب الشعب العادلة وحقوقه التابثة في هذه الأموال، وان ينظر بعين نافذة لأوضاع مجتمعنا البائسة، فبينما تذهب هذه الأموال إلى غير رجعة تلاحقها بحرقة حسرات البائسين وأنات اليتامى وصرخات الجوعى وآهات الكادحين وأوجاع المعدمين،...
إننا نتطلع إلى أمل جديد ويوم مشرق، نراه قريب، فاجعلوه اقرب بوفائكم لشعبهم ومجتمعكم الذي ائتمنكم على أمواله وبالثبات على القيم التي عاهدتم الخالق بها يوم التحقتم بدرب الدراسة الدينية وقطعتم الوعد بتحمل مسئوليتها أمام الله والشعب، جميعنا بانتظار الأمل .. نترقب الفجر الجديد، فجر لا غروب لشمسه ، وشمس تعم بضيائها كافة أرجاء البلاد دون تمييز أو تهميش .. ضياء لا نهاية له ولا انقضاء....
مجموعة من شباب القطيف الغيارى على شعبهم ووطنهم :
1- جواد الحاج.. القطيف
2- احمد محمد ... باب الشمال
3- أميره الحسن ... القطيف
4- حسن الخميس ... تاروت
5- علي آل رضوان ... الجارودية