فكر الغلو: قنبلة موقوتة قادمة

إن الخطر القادم علي مصر وبلادنا العربية من فكر الغلو الصحراوي، قاس ومدمر، فهذا الفكر أو الفقه والذي سبق وأسماه العالم الراحل الشيخ محمد الغزالي (بفقه البداوة)، أخطر من السلاح لأنه يكفر الناس ويكمن سنوات في الظل، ثم ينقض علي فريسته التي هي هنا مفاهيم الإسلام المعتدل والوسطي، إن الخطر يمشي علي قدمين في مصر اليوم وهو يبشر بالفتن المذهبية والسياسية وهو يجد بعض الإعلاميين والصحفيين الانتهازيين يروجون له، ويساعدونه في تضليل الناس بادعاء أن هناك عدواً جديداً أهم من (إسرائيل) وهو (الشيعة) ومطلوب مقاومته أولاً ثم بعد ذلك تأتي أو لا تأتي حكاية إسرائيل، هذا الخطر السلفي الذي ينافقه بعض الإعلاميين أو الانتهازيين يدق أبواب مصر بقوة فانتبهوا أيها السادة، والشاهد علي ما نقول ما نشر الأسبوع الماضي عن إلقاء أجهزة الأمن القبض علي 16 شاباً من طلبة الأزهر ومحفظي القرآن وبعضهم يعمل إماماً للأوقاف في قرية النصر بالواحات البحرية التابعة لمحافظة 6 أكتوبر بتهمة السعي لتكوين إحدى خلايا المجموعات السلفية الجهادية وقال أهالي القرية لـ (المصري اليوم) أن عدداً كبيراً من قوات الأمن اقتحم منازل القرية وألقى القبض علي الشباب دون ذكر سبب، أشار الأهالي إلي أن المقبوض عليهم هم: هاني فتحي محجوب مدرس بالأزهر، وشقيقه تامر محام، وأسامة أحمد إبراهيم مدرس بالأزهر، وأبو بكر جمعة محمد محفظ قرآن بالأزهر، ومحمد احمد سليمان محفظ قرآن، وعامر جمعة محمد موظف بالآثار، ومحمد شعبان طالب بالأزهر، وأحمد صادق طالب أزهري، ومحمد إمام يوسف محاسب، وصبري عبد الله شاكر موظف بالوحدة المحلية بالقرية، ومحمد هلال مصطفي فلاح، وطارق إبراهيم جبريل مدرس، وصالح محمد سيد طالب بالأزهر، وأحمد محمد سيد طالب بالأزهر، وأحمد سيد خريج إحدى كليات الأزهر، وأسامة أحمد حامد طالب.

وكانت أجهزة الأمن قد قامت بتفتيش المنازل والحصول علي أجهزة كمبيوتر وكتب وأشرطة بالإضافة إلي بنادق رش، وطبعاً المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ونتمنى وندعو الله أن يخرج هؤلاء الشباب أبرياء ويعودوا إلي أهلهم سالمين.

* ولكن .. دعونا نحذر وننبه أن دعاة الفتنة وأغلبهم متأثرين بالفكر الوهابي السعودي، يمثلون خطراً علي أمن مصر وسيحولون بعد فترة هذا الفكر السلفي المتشدد إلي فعل مسلح ضد كل ما يرونه حراماً من وجهة نظرهم الضيقة وسيغررون بهؤلاء الشباب الأبرياء وسيجعلون منهم قوة تدميرية للمجتمع وقيمه والإسلام وسماحته.

هؤلاء يمتلكون الآن مساجد وفضائيات و87 مليار دولار ضختها إليهم السعودية طيلة الربع قرن الماضي، هؤلاء يكفرون أتباع المذاهب الإسلامية كافة (وليس الشيعة فحسب) فالأشاعرة والمالكية والإباضية والزيدية وغيرها كلها حرام. والفكر الذي يبدأ بالإقصاء والتكفير والتحريم سيصل بعد حين حتماً إلي تبرير القتل والذبح، ولنا في الجزائر (مليون قتيل في عشر سنوات) مثالاً وناقوساً للخطر.

* حمى الله مصر، وعروبتنا وإسلامنا من كل سوء، وأعاد لنا إسلامنا المعتدل، السمح المقاوم بحق لأعداء الأمة من الصهاينة والأمريكان ... آمين.

يسلمو يعطيك ربي العافية

الله يسلمكم